languageFrançais

الطريفي: غليان اجتماعي يُجابه بحلّ بوليسي في دولة فاشلة 

قال بسام الطريفي نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إن فاجعة جرجيس أثبتت عدم وجود دولة في تونس، حيث أنها غير قادرة على الإحاطة وإدارة أزمة بهذا الحجم، دون الحديث عن دورها وسياستها في مكافحة الهجرة غير النظامية، حسب قوله.

وأضاف الطريفي في برنامج ميدي شو اليوم الخميس 27 أكتوبر 2022 إن الأمر وصل بالمسؤولين في جرجيس إلى الاستهتار والاستهزاء بمشاعر أهالي المفقودين والضحايا وحرمانهم من أبسط المعلومات حول الحقيقة مصير أبنائهم.

وتساءل الطريفي: ''كيف يتم دفن جثث دون أسماء أو أرقام أو صور حتى تتعرف العائلات على أبنائها''.

الدولة تعوّل على الزمن لتمر فاجعة جرجيس

وشدّد على أنّ دواليب الدولة معطلة وهي لا تريد أن تقر وتعترف بفشلها قائلا: ''يبدو أن الدولة تعوّل على الزمن والوقت حتى تُنسى الفاجعة ككل مرة''، مؤكدا وجود عائلات ماتزال تبحث عن حقيقة مصير أبنائها الذين هاجروا بطريقة غير نظامية وفقدوا منذ 2008.

وبيّن الطريفي أن تونس تعيش حالة غليان اجتماعي، حيث تمّ تنظيم وقفات احتجاجية في كل الجهات تقريبا ولكل جهة مطالب معينة منها الاجتماعية والاقتصادية ومطالب أخرى بكشف حقائق وفتح تحقيقات في عدة ملفات ومطالب بالإفراج عن نشطاء سياسيين وأعضاء من المجتمع المدني.

واعتبر أن تعامل الدولة مع هذه الاحتجاجات يكون في كل مرة عبر تسليط العصا الغليظة أي عبر ''البوليس'' والقضاء، وفق قوله، في حين أن هذا المنهج لن يزيد إلاّ الوضع احتقانا.

في المقابل، شدّد على مواصلة المجتمع المدني لعمله عبر التنديد بهذه الممارسات وأيضا تحسيس الشباب بضرورة الاحتجاج السلمي. 

إيقاف بالجملة ومعاملات مهينة ترتقي إلى التعذيب في مراكز الايقاف

وأكّد أن حملة ما وصفها بـ''الإيقاف بالجملة والمعاملات المهينة التي ترتقي إلى التعذيب في مراكز الايقاف ''، خير دليل على أن الدولة خيّرت استعمال الانتهاك والقمع في مواجهة المحتجين ومن عبر عن رأيه بحرية، وفق تعبيره.

وتابع: ''من يحتجّ على ظلم وقهر يُحاكم بـ3 سنوات سجنا في حين أن قتلى محب النادي الافريقي عمر العبيدي أحرار ''.

وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية

واتّهم ضيف ميدي شو ''وزارة الداخلية بالتسبّب في كل ما سبق من انتهاكات وتكميم للأفواه وفي تكريس سياسة الإفلات من العقاب عبر حماية أعوانها ''.

ودعا الطريفي وزارة الداخلية إلى تطبيق القانون والعدالة لكي يكون عبرة لمن يعتبر، حسب تعبيره.